الأحد، 29 مارس 2009

معـاهدة الســــــــلام بين الحقيقـة والأوهـــام

تمر الان الذكري الثلاثين علي تلك المعاهدة التي اُطلق عليها معاهدة السلام اوكامب ديفيد"كما يسمونها هم " التي وُقعت بين مصر والكيان المحتل في 26 من مارس لعام 1979
وحقيقة لقد حان الوقت ان نراجع ماذا اضافت واعطت هذه الاتفاقية لمصر وفي المقابل ماذا اخذت وانقصت من حقها وحقنا نحن المصريين
فحتي نري جُل الحقائق بوزنها الحقيقي لابد لنا ان نضع المكاسب او الفوائد التي عادت علينا في كفة والخسائر التي مُنيينا بها في الكفة الاخري ..ونري ايهما الارجح !!
دعونا نري ماذا اعطت الاتفاقية لمصر ..الجميع سيسارع ويقول يكفي ان سيناء رجعت لينا !! وطبعاً الكل يعلم جيداً ان دخول اليهود لسيناء اسهل بكثير من دخول الشباب المصري اليها
ويكفي ايضاً تلك المعونات الامريكية التي فاقت المليارات من الدولارات طوال الثلاثة العقود الماضية "وطبعاً ماحدش عارف اتصرفت فين " التي تدفقت بغزارة علي مصر
يكفي تلك العلاقات المتينة بين مصر وامريكا التي شهدت تطوراً بلغ ذروته في عهد الرئيس الامريكي السابق بوش الابن وذلك بغض الطرف عن الديمقراطية في مصر في مقابل البقاء والتوريث
يكفي اتفاقية الكويز التي اكملت علي تدهور صناعة المنسوجات العريقة التي اسسها محمد علي "الله يرحمه " التي كنا نفتخر بها امام العالم اجمع وكان القطن المصري علامة مسجلة علي اشهر بيوت الازياء في العالم
طبعاً مش هتكلم علي بيع الغاز بسعر بخس وزهيد لاسرائيل ولا هتكلم علي تسقيع الاراضي وبيعها لليهود في طابا ولا هتكلم علي قد ايه اليد الاسرائيلية خربّت الزراعة عندنا من مبيدات مسرطنة الي سلالات وشتلات ضارة اتلفت محاصيلنا وثروتنا الحيوانية ..الخ
بعد الحصر والاطلاع علي ما لنا وما علينا :حكمت المحكمة بالاتي :
نعم لقد فازت اسرائيل ...اولاً فازت شرعية دولية هي لم تكن تحلم بها في اسعد لحظاتها ويكفي اننا الان نجد سفارتها وعلمها يرفرف عالياً في اكثر من كذا دولة عربية وعلاقات اقتصادية متينة مع بعض الدول الاخري
يكفي ان العرب اصبح سلامهم هذا خيار استراتيجي ولا ادري ما دخل الخيار او القتة او الطماطم حتي بالسلام !!
يكفي ان اسرائيل في ظل هذه المعاهدة استطاعت ان تُحيد من دور مصر الاقليمي والتاريخي واسقطت دورها في الدفاع عن مقدساتنا نحن المسلمين ويكفي ماحدث اخيراً في غزة .
لقد استطاعت اسرائيل ان تزرع الفتنة في صفوف عالمنا العربي ككل من المحيط الي الخليج ويكفي حالة التشرذم الواضحة التي نراها الان قبل اي قمة عربية اوحتي اجتماع تشاوري .
لم تكتفِ اسرائيل عند هذا الحد بل تغلغلت ايضاً في دول افريقية عديدة كانت في فترة ما تساندناوتقف بجووارنا , ولاندري هل ستبقي حصة مصر من مياه النيل كماهي او ربما نستيقظ فجاة من النوم لا نجد هذا النهر العظيم
اسرائيل تتغني بالسلام ولا تكف كل وقت عن شن حرب هنا وهناك وتُجرب جديدها من الاسلحة علي العُزل والابرياء ويكفي انه في ظل هذه الاتفاقية استطاعت ان تخوض اكثر من حرب ..بل هي التي حرضّت علي ضرب العراق ولبيا والسودان ..والان تحاول جاهدة ان تطول ايران ولاندري من عليه الدور حتي الان
بصراحة لقد خسر العرب وخسرت مصر تحديداً الرهان علي اتفاقية السام وليست السلام كما يّدعون واري انه قد حان الوقت لمراجعة تلك الاتفاقية فما كان يصلح من ثلاثين عاماً لا يصلح اليوم وكفانا خنوعاً وخضوعاً لمقولة السلام الزائفة ..كفانا غناءً بالسلام وانتم تعلمون جيداً انه لا سلام مع هؤلاء السفاحين ابناء القردة والخنازير ..فسبحانه وتعالي يقول في كتابه الكريم " كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً " صدق الله العظيم وايضاً يقول "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم" صدق الله العظيم
والان اهديكم بعض الابيات الرائعة من الشاعر العراقي احمد مطر في ذكري معاهدة السام "هكذا انا اسميها "

الثور والحظيرة

الثور فر من حظيرة البقر، الثور فر،
فثارت العجول في الحظيرة ،
تبكي فرار قائد المسيرة ،
وشكلت على الأثر ،
محكمة ومؤتمر ،
فقائل قال : قضاء وقدر ،
وقائل : لقد كفر
وقائل : إلى سقـر ،
وبعضهم قال امنحوه فرصة أخيرة ،
لعله يعود للحظيرة ؛
وفي ختام المؤتمر ،
تقاسموا مربطه، وجمدوا شعيره
وبعد عام وقعت حادثة مثيرة
لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة
ياتري هل سيستغرق الثور زمناً حتي يعود الي الحظيرة او ربما عندما يصحو من سباته ويعود الي رشده يجد الحظيرة عاملة ضفيرة طويلة !!